يظن الكثير من الناس ان التغلب على النفس و الشيطان أمر صعب جدا و لكن الحقيقة غير ذلك تماما فأصحاب المعالي يتميزون بالهمة و العزيمة و صفتهم الأولى التي هي سبب نجاحهم هي تنفيذ الافكار مباشرة بعد خطورها في بالهم فلا يضعون أمامها حواجز وعراقيل بل توضع على أرض الواقع في التو و الحال بلا تأخر ولا تردد أما أصحاب السفاسف و الأسافل فيترددون في تطبيق الواضحات شهورو دهور حتى لا يبقى من الفكرة أي معنى
و هذا بسبب ضعف الهمة و انعدام العزيمة و الجبن الساكن بين ضلوعهم و الخوف من الأوهام المعششة في رؤوسهم بينما الواقع خال تماما من كل هذه المنغصات التي لا يراها إلا هؤلاء و قديما قالوا أن من يخاف من العفريت يراه و عندما يقرأ الانسان سيرة الابطال و الشجعان يتملكه العجب من قلوب هؤلاء الناس من أي شيء صنعت فلكي تنجح يا من تروم النجاح فليس لك من حل سوى الإقدام و هذا يا إخواني لمن كان سيقدم على أمر خطير أما من كان يريد فعل أمور عادية لا خطر من وراءها ففي أي شيء يتوقف ؟؟؟؟؟ و بعض الناس يتوقف خوفا من نفسه ؟؟؟ فهو لا يستطيع أن يتحمل الفشل ؟؟؟ و بعضهم يخاف من أهله و نظرتهم إليهم ؟؟؟ و بعضهم يخاف من أصحابه و استهزاؤهم بهم و لو على سبيل الدعابة ؟؟؟
و بعضهم يخاف من خسارة أمواله و لو كانت قليلة حقيرة ؟؟؟ و بعضهم يخاف من نظرة الناس إليه و لو لم يعرفوه ؟؟؟؟ فهذه الأوهام لا يجوز لأحد أن يتوقف عندها إنما يتوقف من كانت رقبته في اللعب أو غامر بروحه التي بين جنبيه ؟؟؟ أما ما دون الروح و الجسد فلا بأس من اللعب بهم لكن على مهارة و بصيرة و عقل و تدبر و لا بأس بالخسارة بعدها
و قديما قالت العرب
ورأس مالك و هي الروح إن سلمت
فلا تأسفن على شيئا بعدها ذهب